Admin Admin
المساهمات : 121 تاريخ التسجيل : 10/03/2016 العمر : 51 الموقع : https://almrbd.yoo7.com/
| موضوع: حركات الأولاد والبنات/ الجزء الثاني. ١٠ / ١٠ ( من العشرة للعشرينات ). ــ بقلم الاستاذ Siddiq Farsi الأربعاء مارس 30, 2016 10:23 pm | |
| حركات الأولاد والبنات/ الجزء الثاني. ١٠ / ١٠ ( من العشرة للعشرينات ). إخواني وأبنائي وأهل محبتي. بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله. ٢٠ / ٠٦ / ١٤٣٧ هـ. أبناءنا - ونظرية الميامين للقلب السليم - وتتمحور النظرية حول أربعة محاور رئيسية تمثل زوايا مربع الميامين للقلب السليم. ١- أن تكون مالكاً لقلبك غير مملوك . ٢- أن تكون كبيراً في نفسك وليس متكبراً . ٣- أن تتجنب الإضرار بالناس. ( خصلتان لا تقربهما الشرك بالله والإضرار بالناس ). ٤- أن تكون راضياً عن ربك تبارك تعالى. وقد تناولنا في اللقاء السابق المحور الأول وعرفنا كيف يجب أن نكون مالكين لقلوبنا ولا نسمح بأن يتملكها أو نملكها أحداً من الخلق مهما كان. ولا نجعلها أسيرة لشيء من متاع الدنيا أو هوى النفس ووسوسة الشيطان مهما كان أو عظم. ولنواصل البحث في بقية زوايا المربع كمايلي. #. ثانياً. لكي يكون قلبك سليماً ولتحقيق تربية قلبية سليمة لأبناءك يجب أن تكون كبيراً على كل شيء ولكن لاتكن متكبراً على شيء. إعتبر نفسك أكبر وأجمل وأفضل من كل كبير أو جميل أو ثمين ( تسلم من داء الحسد ). وإعتبر نفسك أصغر وأقبح وأقل من كل صغير أو قبيح أو ضعيف ( تسلم من الكبر ). إذا رأيت رجل غني فقل أنا غني مثله وربي سوف يعطيني مثله متى ما شاء ربما بعد يوم أو سنة أو عشرة سنين. أو ربما يعطيني بدلاً عنها صحة وقوة أوشيء يعلمه الله تعالى هو الأفضل لي مما أعطاه. لأن الله هو المنعم وهو المعطي. ولكن كل شيء عنده بمقدار ولكل أجل كتاب. فكل عطاء له وقته المناسب الذي يعلمه الله وله الكيفية والقدر المناسبين أيضاً. وعليك أن تطلب من الله ما تشاء وما تريد. بذلك تصبح كبيراً في نفسك عظيماً بإيمانك لاشيء يكبر في عينك عن نفسك. وإياك والنظرة الدونية إلى نفسك فقد تفتح عليك باب الحقد والحسد التي تحرمك من القلب السليم. وكذلك إذا رأيت ضعيف أو محتاج فقل أنا أضعف منه وأكثر حاجةً منه والحمد لله الذي جعل حاجتي لله تعالى ولم يجعل حاجتي لأحداً من الخلق ولا تنسى دعاء الحمد لله الذي عافاني مما إبتلى كثيراً من خلقه وفضلني على كثيراً ممن خلق تفضيلاً. وهذا من شأنه أن يبعدك عن الكبر الذي هو ما يحطم القلب السليم. وكذلك في الصحة والمرض والقوة والضعف والجمال وجميع الخصال التي تراها أمامك بمختلف درجاتها العليا منها والدنيا. فعليك أن تضع نفسك في درجة أكبر من العليا وكذلك تجعلها بتواضعك أقل من الدنيا. فيشعر القوي أنك أقوى منه. والغني أنك أغنى منه. والضعيف أنك أضعف منه. والمسكين أنك أشد مسكنة منه. فبذلك تحقق لقلبك السلامة والرضى والقبول بالذات وتترفع عن المذلات. وكما يقال : الغنى هو غنى النفس . بمعنى النفوس التي تربى على هذا المبدأ تصبح غنية ولو كانت محتاجة لأن حاجاتها مكفولة من عند الله تعالى. #. ثالثاً. من خلال الزاوية الثالثة في مربع الميامين التي تحقق التربية للقلب والوصول به إلى مرتبة القلب السليم والتي هي عدم الإضرار بالناس. متمثلاً قوله تعالى. - ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. - ولاتجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا. - ربنا إنك رؤوف رحيم. هذا من دعاء أصحاب القلوب السليمة بأن لا يجعل الله تعالى في قلوبهم غل. فالغِل في القلب يمزقه ويفتك به ويدمره ويجعله ضيقاً حرجاً. ولكي تصرف الغل عن قلبك عليك أن تعلم وتتأكد أن كل ما يصيبنا من أذى ونكد وتعدي إنما أحد ثلاثة أمور. - إما لذنب يريد الله تعالى أن يكفره عنا ويغفره لنا بها. - وإما لدرجة عنده يريد الله تعالى أن يرفعنا إليها بها. - وإما لحكمة بالغة يريد الله تعالى أن ينفذ فيها أمره من قضاء وقدر وأمر ربي لا يأتي إلا بخير والحمد لله رب العالمين. إن من شأن التفكير بهذه الطريقة والمعرفة لهذه الحقيقة أن يجعل القلب لا يجد مبرراً للغل على شيء أو أحد مهما كان ومهما حصل لأن أمر المؤمن كله خير. #. رابعاً. أن تكون راضياً عن الله تبارك وتعالى. تمام الرضى والتسليم لأمره سبحانه بنفس مطمئنة ونروض أنفسنا قبول ماقدر ربنا وما أختاره سبحانه لنا على المراتب التالية. - - - التسليم والقبول لأمر الله تعالى وعدم التسخط والجزع مع التحلي بالصبر والثقة في أن ما أصابك لم يكن ليخطئك. وما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن مع العسر يسراً وأن النصر مع الصبر. - الرضى بما قسمه الله تعالى لنا من أرزاق وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأنه سبحانه بعباده خبير بصير يعلم ما يصلح شأنهم من غنى أو فقر ومن صحة أو مرض وغيرها من الأقدار. فلله تعالى في خلقه شؤون وهو بِنَا رؤوف رحيم. - ثم شكر الله تعالى على كل ما قضى وقدر وهي مرتبة عالية في الرضى عن الله تعالى يمن الله بها على من يشاء من عباده لترتقي بها قلوبهم إلى غاية الصفاء والنقاء. - لتكتمل محاور مربع الميامين الأربعة - ملكية القلب. - الكبر بالنفس وليس التكبر. - عدم الإضرار بالناس. - والرضى عن الله تعالى. لنصل إلى القلب السليم الذي يليق أن يكون مكان نظر الله تعالى وتتنزل إليه وفيه الرحمات والخيرات والبركات من الله تعالى. اللهم إنا نسألك قلوباً سليمة ثابتة على الحق والإيمان تصلح بها جميع أحوالنا وترضى بها عنا رضى لاتسخط بعده أبداً. هكذا عشنا من خلال هذه السلسلة اجمل معاني التربية لسلوك أبناءنا. وبحثنا في أسباب الحركات والتصرفات التي يمارسها الأولاد والبنات من أبناءنا والتي قد تتسم بشيء من الغرابة أوالتجاوزات التي قد لا تكون مقبولة في الكثير من الأحيان. وقد أرجعنا ذلك كله إلى الظروف البيئية والعوامل التربوية ووضعنا لها المنهج الذي يقودنا إلى تحقيق فعالية عالية في ضبط سلوك الناشئة وفق المثل العليا والأهداف السامية. وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه. وصلى الله تعالى وسلم على سيدنا محمد صاحب القلب السليم والمبعوث رحمة للعالمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. عندها أدرك حكيم الزمان الآذان. فأمسك عن الإفصاح والتبيان. وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. | |
|