حركات الأولاد والبنات/ الجزء الثاني. ٠٧/ ١٠
( من العشرة للعشرينات ).
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
١٠ / ٠٦ / ١٤٣٧ هـ.
أبناءنا - ومعرفة ( صمم ) من ( كمم ).
وكيف يميزون القول الخير من القول الشر -٢-
( فليقل خيراً أو ليصمت أي عن الشر ).
لا تستغربوا من الإختصارات التي إفتتحت بها هذا اللقاء وهو الصمم والكمم.
إنما هي إختصارات لنظرية جديدة وفقنا الله تعالى إليها في التعريف والتعرف على القول الخير والأسس التي يقوم عليها.
وتمييزها عن القول الشر والعلامات التي تدل عليه.
وقبل ذلك تجدر الإشارة إلى عدة طرق تقودنا إلى القول الخير قد أشار إليها القرآن الكريم في أمر عظيم وتوجيه كريم من رب العالمين.
كما يلي.
١- القول السديد.
( يأيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ) الآية.
٢- القول بأحسن الكلام.
( قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم ) الآية.
( وقولوا للناس حسناً ) الآية.
والقول الخير هو كل ما يؤدي إلى تحقيق نتائج مرضية وإيجابية في مختلف نواحي الحياة.
ويمكننا التعرف عليه من خلال إشتماله على الخصال التالية.
١- قول صادق . ويرمز إليه ب ( ص ).
٢- قول مفيد. ويرمز إليه ب ( م ).
٣- قول مفرح. ويرمز إليه ب ( م ).
إذاً كلمة ( صمم ) تعني إختصار للخصال التي يجب أن يحتوي عليها القول الخير الذي أمرنا به.
فَلَو كان القول أو الكلام على سبيل المثال صادقاً ولكنه ليس مفيداً أو لا يحمل شيء مما يدخل على النفس الفرح والسرور بل ربما كان يحمل في طياته النكد والهم رغم أنه صادق وصحيح فهذا لا يعد من قول الخير.
خصوصاً إذا لم يكن هناك داعياً أو جدوى من قوله فينبغي تجنبه وعدم قوله أو الخوض فيه.
إلا بالقدر اللازم والضروري.
وبالأسلوب الذي لايجرح ولا يفضح وبالتي هي أحسن.
كذلك لو كان الكلام مفيد ومفرح ولكنه كاذب وغير صادق فهو قول ليس من الخير في شيء.
كذلك لو كان الكلام صادق ومفرح ولكنه غير مفيد فهو بالرغم من أنه يعتبر لا بأس به إلا أنه يفتقد إلى عنصر الفائدة الذي يجعله غير مكتمل العناصر التي تجعله بحق من القول الخير.
إذاً علينا أن نعلم أنفسنا وأبناءنا كيف يكون القول الخير.
كما علينا أن نتعرف على عناصر القول الشر أو السيء وهي أيضاً ثلاثة عناصر كما يلي.
١- قول كاذب. ويرمز إليه ب ( ك ).
٢- قول محزن. ويرمز إليه ب ( م ).
٣- قول مخزي وغير مفيد. ويرمز إليه ب ( م )
ليصبح لدينا كلمة ( كمم.
ترمز إلى مجموع الخصال التي تجعل الكلام سيّء أو شر والعياذ بالله تعالى.
فالقول الكاذب أو المحزن أو المخزي الغير مفيد جميعها أقوال لا ترقى لأن تكون خيراً.
ناهيك لو إجتمع أكثر من عنصر منها أو كانت جميعها في الكلام فإنه يكون شراً ووبالاً ولاتحمد عقباه ولا ترجى نتائجه وهو أصل كل شر وخطيئة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حتى لو كان الكلام صادق وغير كاذب ولكنه محزن أو مخزي وغير مفيد فإنه قد لا يكون شراً أو سيءً
إلا أنه لا يرقى إلى القول الخير.
خلاصة كل ذلك أن القول الخير هو الذي يرقى بمكانة وسمعة وقيمة الإنسان في الحياة.
وعلينا تدريب أبناءنا منذ الصغر على القول الخير وفق ما عرفنا من خلال هذا البحث وفق هذه النظرية البسيطة التي ترشدنا بأبسط الطرق إلى معرفة جيد الكلام من ساقطه وأرذله.
الحمد لله الذي هدانا لهذا ونسأله تعالى أن ينفعنا بما علمنا ويزيدنا علماً ويلحقنا بالصالحين.
عندها أدرك حكيم الزمان الآذان.
فأمسك عن الإفصاح والتبيان.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى.
البوابة 
