[ شهادة ميلاد شهيد ]
بقلم :- عبد الزهرة خالد
البصرة ١٤-٣-٢٠١٦
*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*"*
منذ يومين وأنا في أروقة الرثاء أبحث عن أبجدية البكاء ونبرة شعرٍ تليق لما ألقاه ٠٠
تعبتُ الى حد خرجتُ من القبو القابع على خزينة خاوية من المعاني أو نياشين تغطي
جروح ذلك الجسد النازل كالهبوط الإضطراري على مدرجات الشهداء ٠٠وتراكم على
الحديث زيوت التناقض ومحروقات العوادم وإنبعاثات تزكم الأنوف لأنها من الأشقاء ٠٠
كان النزول كالصعود لا فرق عندي فإن أقول عنك أو أكتب سطراً واحداً هو مجرد
إستعراض عسكري يدور في شوارع البلاد يمتزج صوت الطبول وضرب الأقدام يقوده
إيقاع هلاهل الأمهات٠٠
ربما الأجدى ، أكتب بلا لغة لأن القلب والعين يتحدثان عنك ، أبلغ ما تنطقه الشفاه وما تترجمه الأقلام ٠٠سأعترف أخيراً بعجزي وإفلاسي حينما تدب حافة القلم لتخط أمام ساداتي أسمك
الشهيد (((( علي عيد الجميلي ))))٠٠
قبل ثوب الحزن لبست رداء الخجل وانا أبصر عينيك الواثبتين نحو الخلود لقد أختفى الخوف من جناحيك هارباً من وقفة الشموخ على برجٍ تناوش السماء ٠٠ فمن يقبل مني اليسير وأنا العبد الضعيف أمام أسمك النازل من السماء الى أرض الفناء وفي يمينك وطن مباح وفي الشمال أمانة العلم ٠٠
لم يحالفني الحظ لألحق بساعي البريد٠٠ ترك رسالتي في أحضان حسرتي ودهشتي
وقد بللها الدموع والندم وثقلت بمعانيها لا بمقدورها الوصول الى المثوى الأخير ومكثت بربوع البصرة تحوم مثل ملائكتك حينما أستقبلوك في يومك الموعود٠٠
يا [ علي ]٠٠صعدت وعلى شفتك قسم ألا تخون ٠٠ خنتهم وصلبوك وما صلبوك لكن شبه لهم سقوطك ولم يتخلى عنك العلم ، يتبعك أينما تتلوى وقوسك يتدحرج كالنهر يمر يقبل نخيل الرافدين ولا يفعل المنكر بل يلاقي القنا برحابة الصدر والظهر ٠٠ وركن حيرتي الشديد يكثر فيها التساؤل هل ذكرتَ أمك٠٠ أخاً لك ٠٠أم كنتَ خائفاً تترقب علمك ووطنك ٠٠٠وهنا نواقيس
القوافل تسمع زغاريد الجنان على قارعة الفداء ٠٠
طوبى لهذا الضمير الذي طوعك ٠٠ طوبى لهذا الشرف الذي أحتواك ٠٠
طوبى لوطن تموت من أجله النجباء ٠٠
تباً لأصحاب الرايات السود فهم الخاسئون٠٠
عبد الزهرة خالد // البصرة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~